![]() |
| قناع la casa de papel وسلفادور دالي |
تعرف على قصة القناع الذي يرتديه أبطال مسلسل La Casa De Papel
هناك
الكثير منا شاهد المسلسل الأسباني الشهير بيت من ورق " la casa
de papel " ويسمى أيضا بيت المال وكما اشتهر باسم البروفيسور حسب ترويج موقع
وشبكة نتفليكس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا له، ولقد نال هذا المسلسل شهرة واسعة في
كل أنحاء العالم بما فيه الوطن العربي.
تدور
أحداث هذا المسلسل حول مجموعة من اللصوص الذين يحاولون القيام بأكبر عملية سرقة في
التاريخ، في الحقيقة هم لم يقوموا بسرقة فلسًا واحدًا، ولكن قاموا بإقتحام دار
صك العملة الإسبانية واحتجاز رهائن؛ ليقوموا بطباعة أموالهم الخاص، والذي ستقدّر
بـمليارين و400 مليون يورو، بتخطيط وإعداد مسبق ودراسة دقيقة وتفصيلية لكل حدث من
الأحداث من قبل زعيمهم، الذي يبقى في الخارج للقيام بعملية المراقبة والمفاوضة
وتسهيل الأمور، والذي يعرف ويلقب نفسه " البروفيسور " .
يذكر أن
مسلسل بيت من ورق "la casa de papel " تم إنتاجه في سنة 2017 ويتألف من 4 أجزاء.
لكن هل تساءلت عزيزي القارئ ما هي قصة القناع الذي يلبسه أبطال المسلسل ؟!! ومن أين تم اقتباس فكرة هذا القناع ؟ والذي أصبح رمز وأيقونة عالمية.
في
الحقيقة يعتبر القناع الذي اتخذه البروفيسور لأبطال المسلسل هو وجه إنسان حقيقي
وواقعي ليس من وحي الخيال ويدعى هذا الشخص " سلفادور دالي " وهو فنان
وتشكيلي أسباني.
![]() |
| سلفادور دالي |
أما
السبب الذي جعل البروفيسور يتأخذ وجه هذا الفنان قناعاً لأبطال المسلسل، لأن
سلفادور يعتبر بطل قومي في أسبانيا وكان يمزج ويخلط الجنون بالعبقرية.
ويعتبر
سلفادور شخص استثنائي ومختلف عن الآخرين في إبداعه والفوضى التي يعيشها وجنون
عظمته وفي وإعجابه الشديد بنفسه وافتتانه بها، وتشبه هذه الصفات صفات البروفيسور
في هذا المسلسل.
وأيضا
بما يعتقد بعض المشاهدين للمسلسل أن الملابس والزي الذي يرتديها اللصوص في مسلسل la casa de papel كان مجرد اختيار عشوائي غير مدروس، والغاية منه
إخفاء هويات اللصوص وشخصياتهم الحقيقة التي يلعبونها في المسلسل، بينما يدرك ويعي
كثير من المعجبين الآخرين أن قناع سلفادور دالي والأزياء الحمراء التي يلبسونها
كانا ايقونة ورمزاً لقضية المقاومة ومناهضة الفاشية المتضمنة في المسلسل.
وأيضاً
ليس فقط القناع وحده له قصة بل أيضاً أغنية " بيلا تشاو" هي أغنية شعبية
إيطالية قامت بغنائها الجماعات المناهضة والمقاتلة للفاشية أثناء الحرب العالمية
الثانية، ثم أصبحت بعد ذلك نشيداً وأغنية ثورية تجسد آمال وطموحات المقاومة
وشعاراً للقوة.
ولد
سلفادور دالي في تاريخ 11 مايو 1904م، في مقاطعة جرندة وهي مقاطعة اسبانية تقع قرب
الحدود الفرنسية، لعائلة
غنية جداً، حققت له كل طلباته، ما جعل منه شخصاً طائشاً بل مجنوناً فكانت تصرفاته
غير عقلانية ولا يصدقها العقل.
ظهرت
معالم الاضطراب العقلي لدى سلفادور منذ كان عمره 5 سنوات، حيث كان سادياً
بتصرفاته، فقد كان يتمتع في تعذيب الآخرين وإيذائهم، في يوم كان يمشي مع صديقه على
جسر به جزء متهدم من الحجارة، فقام دالي بدفع صديقه ، وأسقطه فوق الصخور مما سبب
إصابات خطيرة لصديقه كادت أن تؤدي بحياة صديقه، ولم ينته الموقف بتقديم سلفادور
الأعتذار لصديقه، بل جلس يشاهد ما فعل وهو مبتسم، وزادت ساديته بصعود النازية التي
كان أغلب الفنانون تجنبها وتجنب السياسة بقدر الإمكان، ما عدا سلفادور الذي تحدث على
الملأ وأمام الجميع عن حبه لهتلر، وإعجابه الشديد بهتلر لدرجه أنه قام برسم لوحة
اسماها " ساتمناه هتلر ".
وتجلت
ساديته بعد ذلك في اللوحات التي قام برسمها والتي صدمت جميع النقاد آنذاك، مما جعل
العديد من الأطباء النفسيين بتشخيص حالة سلفادور بأنها " فصام في الشخصية
".
نادل سلفادور
دالي شهرته الكبيرة بعد عدة مراحل مر بها في حياته، حيث قام بالمشاركة في صناعة
أحد الأفلام السينمائية بالتعاون مع مخرج ايطالي مشهور، وقد منحه هذا العمل شهرة
لا بأس بها.
ولكن الذي
ساعده كثيراً على الشهرة كانت لوحة " ثبات الذاكرة " التي قام برسمها
بعقله اللاواعي " الباطن " اللاعقلاني، ولقد تم عرض هذه اللوحة في
نيويورك في معرض جوليان ليفي عام 1923 وقام بشرائها أحد متذوقي ومحبي الفن آنذاك .
![]() |
| لوحة ثبات الذاكرة |
تلك
اللوحة التي اعتبرها النقاد غير مفهومة بل صعبة الفهم، ولكن لاعقلانية سلفادور
دالي ليس مثل غيرها، فهو يعتبر أن الوقت غير موجود لذلك يعتبر رسمه لساعة تذوب في
الصحراء تعني لدى سلفادور دالي مفهوم تلاشي الزمن وهذا وفقاً لمعتقدات عقله
اللاواعي " الباطن "، قيل أيضاً بأنه محب للسريانية.
في سنة
1984 احترق سلفادور دالي في غرفته في ظروف غامضة وسط توقعات بأن تكون عملية انتحار،
لكنه لم يلقَ مصرعه وعاش بعدها 5 أعوام، حتى توقف قلبه في تاريخ 23 يناير 1989،
ليغادر الدنيا مخلفاً وراءه إرثاً كبيراً من الأعمال والأموال.
***********************
***********************



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق